أكد الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة قد أتمت استعداداتها بشكل كامل لتطبيق نظام البكالوريا الجديد في المدارس الثانوية، مشيراً إلى أن المدارس الثانوية الحكومية شهدت عملية تأهيل شاملة وغير مسبوقة خلال السنوات الثلاث الماضية، وذلك من حيث تطوير البنية التحتية، وتوفير خدمات الإنترنت عالية السرعة، وتجهيز المعامل بأحدث التقنيات، وتركيب كاميرات المراقبة، مؤكداً أن هذه التجهيزات تجعل المدارس الحكومية تتفوق على أكثر من 90% من المدارس الخاصة من حيث الإمكانات والموارد المتاحة.
وفي تصريحات أدلى بها خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، المنعقدة اليوم برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، أوضح الدكتور عبد اللطيف أن التحدي الذي يواجه بعض المدارس لا يكمن في نقص الإمكانات، بل في ضعف الإقبال الطلابي، معرباً عن تفاؤله بأن هذا الوضع بدأ في التحسن بالنسبة لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي، وأنه سيشهد تحولاً إيجابياً مع تطبيق نظام البكالوريا الاختياري، وأضاف: "إن شاء الله، هذا النظام سيعيد الطلاب إلى مدارسهم، حيث تعتمد المناهج على معايير عالمية وتركز على تطوير المهارات التي نسعى إلى تعليمها لأبنائنا، ونحن على استعداد لرفع كفاءة بعض المدارس أيضاً، ولكن الجاهزية بشكل عام موجودة ومؤكدة."
شدد الوزير على الأهمية القصوى لمادة التربية الدينية في النظام التعليمي الجديد، مؤكداً أن جعلها مادة نجاح ورسوب يمثل رسالة واضحة بأن الدين ليس مجرد مادة هامشية، بل هو من أهم المواد التي يجب على الطالب أن يتعلمها ويفهمها بعمق، وقال: "نريد أن نغرس في نفوس أبنائنا أن دينهم أهم من أي مادة أخرى، ولا يصح أن ينظروا إلى التربية الدينية باعتبارها أقل أهمية من باقي المواد، ولهذا السبب، نعمل على رفع نسب النجاح فيها لتكون بمثابة رسالة تؤكد أن الدين هو الأساس وليس مجرد مادة تكميلية."
وفي شرح مبسط لنظام البكالوريا، أوضح الوزير أنه يبدأ في الصف الأول الثانوي بشكل مماثل لنظام الثانوية العامة الحالي، ثم يبدأ التخصص في الصف الثاني من خلال أربعة مسارات رئيسية، وهي: "مسار الطب وعلوم الحياة"، و"مسار الهندسة والحاسبات"، و"مسار الأعمال والتجارة"، و"مسار الآداب والفنون"، وأكد أنه يحق للطالب الانتقال بين هذه المسارات إذا شعر بعدم التوافق مع المسار الذي اختاره في البداية، وأشار إلى أن النظام يتضمن أربع مواد أساسية مشتركة بين جميع الطلاب، وهي: اللغة العربية، واللغة الأجنبية الأولى، والتاريخ المصري، والتربية الدينية، بالإضافة إلى ثلاث مواد تخصصية يتم اختيارها بناءً على المسار الذي يختاره الطالب.
واستطرد وزير التربية والتعليم قائلاً: "لا يجوز أن يتخرج الطالب دون أن يعرف من هو جمال عبد الناصر وأنور السادات."
وأكد الوزير أن الهدف الأساسي من النظام الجديد هو تمكين الطالب من تحديد مساره المستقبلي بناءً على اختياراته وقدراته، وليس بناءً على نتيجة امتحان واحد، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى إلى تطبيق نموذج تعليمي مرن يحاكي الشهادات الدولية، ويراعي الظروف الفردية للطلاب ويعيد التوازن بين التعليم والقدرات الحقيقية، وأضاف: "فلسفتنا تقوم على أن الطالب هو الذي يتحكم في مستقبله، وليس مكتب التنسيق أو امتحان الفرصة الواحدة."
وفي ختام حديثه، أكد الوزير أن التعليم الفني يمثل مستقبل مصر الاقتصادي، وأن الوزارة تعمل بالتعاون مع شركاء دوليين مثل إيطاليا واليابان لتطوير مدارس التكنولوجيا التطبيقية، والتي ارتفع عددها من 80 مدرسة إلى أكثر من 100 مدرسة خلال عام واحد فقط، وقال: "نتحرك بخطى ثابتة نحو ربط التعليم الفني بمعايير دولية وتوفير تدريب حقيقي للطلاب، بهدف فتح فرص استثمار وتشغيل واسعة أمامهم، ولهذا السبب، طلبنا إجراء تعديلات تشريعية تتيح لنا مرونة أكبر في التعاون مع الشركات العالمية."